الثلاثاء، ٢٦ يونيو ٢٠٠٧

وَجدْ


إهداءْ :

لجَسَدي مُرتديًا ثَوب الثَباتِ حين تُخطيء قَدمي موطئها ..
لوجْهي مُتقنًا سِمة البشاشةِ حينَ ترتجفُ أفراحُ قلبي ..

مَدخلْ :

المساءُ يخيمُ في نَفْسي ،
المياهُ تَغربُ
على يديّ المعشوشبتين.
أجنحةٌ تترنحُ في سَماءٍ تتساقطُ
واهيةً ، القَلبُ يهاجرْ .
وأنا بَوارْ
والأيامُ ركامْ ..

كاسيمودر " لحن غريق"

( 1 )

" يا صبية ، مُبَايعة الجَسدِ ليحتلَ عُشَ النَوارسْ ، لن يشبهَ يومًا مُبَايعة الجَسدِ ليَحتلَ حَبْل المَشَانقْ "
قالتْ جدتي لي حِينَ غَفتْ وعيناها مفتوحتان !

( 2 )

تضيقُ بنا مَلامحنا القَدِيمة في المرايا ،
في أرْشِيفاتِ الصّور.
التصاقنا بحَشْرجةِ الكِبار ،
تِلاواتنا لقرآنٍ كذبٍ ،
يُبجلُ اتساخنا المُقَدس في وَحلٍ آثمْ .
" خطوطكَ القَدِيمة "
" هه ، مَاذا "
" مبادئك "
" هه ، لا أذكرْ "
و تَضجرُ منا تَوقِيعاتنا في دَفاترِ الصِحابِ ،
حَديثُ الوعودِ ،
الكلامُ المنمقُ المكتظُ بثرثرةِ الصِحَاب.
ثم نَنْسى !
" صَديقة "
" هه ، مَنْ "
" صديقتك "
" هه ، لا أذكرُ "
فتَخْنقني قَهْوةِ الصَباحِ بالابْتساماتِ السَخِيفة ،
التواءاتُ الرفاقِ لكَسْبِ القُوتْ .
الرَغِيفُ يُعَري الرجالَ أحيانًا !

( 3 )

إذا ما ضقتَ بِبياضِ أسْنانهم و انتفاخهم ب – معجون أسنانهم - ،
لَمْلم أشياءك وتَمَسكْ بِجذعِ نَخلة !

( 4 )

أشِيرُ لمكانٍ
لا تنظرهُ غَير أعْيُننا الضَئيلة
" هُنَاك ، انظرْ عِصْفورة "
تَتَزاحمُ ألوانُ فَرْحِنا ،
بَيْضاءٌ ،
بيضاءْ.
تَتَغافى في راحةِ كفوفنا
المُمتدة خطوطها نَحو الشَّمسِ ،
الشَّمسْ .
تَصْرعُ انْزلاقاتِ الغَيمِ الهَمَجيّة ،
فندْفنها في ثُقبٍ .
لا يَدري به سُواي ،
وسواه .
نَركنُ للسَماءِ ،
تُشاطرنا الكَيانْ
تُعلمنا ،
تُنَقينا ،
لتصطًفينا .
نَغفو في حِجْرها ، تُطبقُ فوقنا حُلمٌ ،
تُذيبُ بِه النَّارُ وَجْه المَاء !
ما زالَ ،
يُغمضُ عيناها ،
يمدُ كفه ،
يختطفُ قوسَ قزح من رحمِ المَدى .
يُهديهُ لها ،
يَنتشي مِنْ ضَحِكَاتها .
تُعَلمهُ كَيفَ يَخْتصرُ الحَياةَ ،
في تَوليفةٍ مِنْ أغنيةٍ وضَبابْ .
ما زالتْ ،
تَغمرهُ ،
وفِي لَحظةِ المَزجِ تُخْبره
" هُناك ، انظرْ عُصْفُورة "
يَنظرُ ،
يَعلمُ أنَّها تُمازحهُ ،
لكنه يحبُ أن ينصتُ إليها
تُكررُ ذاكَ المَنطوقِ بلغةٍ أخرى .
لغةٌ لا يُتْقنها سواها ،
وسواه .
تَخْتصُهُ بإرهاصاتِ كيانها ،
يَخْتصها بإنشطاراته بينَ يَديها .
يَبدوان واحدْ .

( 5 )

أرقبُ ذاتَ المكانِ و لا أراه .
أسْتَدعي وَجهَ الجِدار ،
لا أذكرْ .
أشيرُ لحيث يرى الجَميعُ
" انظرْ ، هُناكَ عصفورة "
لكنه لا يَلتفتْ .

( 6 )

نَحْتضنُ السَّماءَ ،
تُلقينا فَوقَ الأرضِ .
تَجتاحنا الثُقوب ،
تَنْسحبُ منا الشُمُوس ،
تُودِعنا الأفلاكَ المُستديرةْ .
تَنسانا .
تصطفي آخَرَين ،
لهم ذات ملامحنا .
أنسحبُ منه ،
ينسحبُ مني .
نَتعلمُ كيف نُجِيدُ الانحرافَ بالطرقِ ،
والانغماسَ بالصورْ .
نَتَغافى في صَدرِ الصورِ ،
نَنسى حُضنَ السَّماءْ .
نَتَعلمُ كيفَ نُزيلُ السَّماء
لنُقدسَ أشباها العِشرين .
نَتعلمُ أنْ نَنْتهي نَحو الوَجعْ .
نَنْسى غيره ،
يُصبحُ مَلمحنا الوَحِيد .
نَنظرُ في المَرايا ،
نتلو في صمتٍ
" ذَلكَ الوَجْه
كَيْفَ قدْ يبدُو بلا تَقْطيبةِ الوجعْ ؟! "

2 تعليقات:

A7lamo يقول...

اتمنى ان تكوني باتم صحة وعافية
لا زال المكان يروقني
وممنوع التدقيق بالاخطاء الاملائية ;p

احلامو ادوماتو

jihad يقول...

مصادفة أن مررت هنا ، انتهينا للمشاغل الكثيرة و الله..

:) أحلامو

لك زمن لم نسمع عنك شيئًا ، على كلٍ لا تمر كثيرًا صارت خربة والله يا صديقي

فقط إذا أرت يومًا أن تعلمنا أنك مثلنا لم تزل حيًا